منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

منتدى ابوحذيفة السلفي* منتدى اسلامي شعاره الكتاب والسنة بفهم سلف الامة *قال شيخ الإسلام ابن تيميه:لاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا


    الرد على شبهات الملحدين في نشأة الكون ( الطبيعة )

    ابوحذيفه
    ابوحذيفه
    Admin


    عدد المساهمات : 206
    تاريخ التسجيل : 10/09/2010

    الرد على شبهات الملحدين في نشأة الكون ( الطبيعة ) Empty الرد على شبهات الملحدين في نشأة الكون ( الطبيعة )

    مُساهمة  ابوحذيفه الإثنين سبتمبر 13, 2010 2:06 am

    الرد على شبهات الملحدين في نشأة الكون ( الطبيعة )
    2- قالوا الطبيعة هي الخالق
    وهذه فرية راجت في عصرنا هذا ، راجت حتى على الذين نبغوا في العلوم المادّية ، وعلل كثيرون وجود الأشياء وحدوثها بها ، فقالوا : الطبيعة هي التي تُوجد وتُحدِث .
    وهؤلاء نوجه لهم هذا السؤال : ماذا تريدون بالطبيعة ؟ هل تعنون بالطبيعة ذوات الأشياء ؟ أم تريدون بها السنن والقوانين والضوابط التي تحكم الكون ؟ أم تريدون بها قوة أخرى وراء هذا الكون أوجدته وأبدعته ؟
    إذا قالوا : نعني بالطبيعة الكون نفسه ، فإننا لا نحتاج إلى الردّ عليهم ، لأنّ فساد قولهم معلوم ممّا مضى ، فهذا القول يصبح ترديداً للقول السابق إنّ الشيء يوجد نفسه ، أي : إنّهم يقولون الكون خلق الكون ، فالسماء خلقت السماء ، والأرض خلقت الأرض ، والكون خلق الإنسان والحيوان ، وقد بيّنا أنّ العقل الإنساني يرفض التسليم بأنّ الشيء يوجد نفسه ، ونزيد الأمر إيضاحاً فنقول : والشيء لا يخلق شيئاً أرقى منه ، فالطبيعة من سماء وأرض ونجوم وشموس وأقمار لا تملك عقلاً ولا سمعاً ولا بصراً ، فكيف تخلق إنساناً سميعاً عليماً بصيراً ! هذا لا يكون .
    فإن قالوا : خُلق ذلك كله مصادفة ، قلنا : ثبت لدينا يقيناً أن لا مصادفة في خلق الكون ، وقد تبينا ذلك فيما سبق .
    نظرية التولد الذاتي ( شبهة ثبت بطلانها ) :
    وكان مما ساعد على انتشار الوثنية الجديدة ( القول إنّ الطبيعة هي الخالق ) هو ما شاهده العلماء الطبيعيون من تكون (دود) على براز الإنسان أو الحيوان ، وتكوّن بكتيريا تأكل الطعام فتفسده ، فقالوا : ها هي ذي حيوانات تتولد من الطبيعة وحدها .
    وراجت هذه النظرية التي مكنت للوثن الجديد ( الطبيعة ) في قلوب الضالين التائهين بعيداً عن هدى الله الحق ، لكنّ الحق ما لبن أن كشف باطل هذه النظرية على يد العالم الفرنسي المشهور ( باستير ) الذي أثبت أنّ الدود المتكون ، والبكتيريا المتكونة المشار إليها لم تتولد ذاتياً من الطبيعة ، وإنّما من أصول صغيرة سابقة لم تتمكن العين من مشاهدتها ، وقام بتقديم الأدلة التي أقنعت العلماء بصدق قوله ، فوضع غذاء وعزله عن الهواء ، وأمات البكتريا بالغليان ، فما تكونت بكتيريا جديدة ، ولم يفسد الطعام ، وهذه النظرية التي قامت عليها صناعة الأغذية المحفوظة ( المعلبات ) . (1)
    الطبيعة هي القوانين التي تحكم الكون :
    ويرى فريق آخر أنّ الطبيعة هي القوانين التي تحكم الكون ، وهذا تفسير الذين يدّعون العلم والمعرفة من القائلين إنّ الطبيعة هي الخالق ، فهم يقولون : إنّ هذا الكون يسير على سنن وقوانين تسيّره وتنظم أموره في كل جزئية ، والأحداث التي تحدث فيه تقع وفق هذه القوانين ، مثله كمثل الساعة التي تسير بدقة وانتظام دهراً طويلاً ، فإنها تسير بذاتها بدون مسيّر .
    وهؤلاء في واقع الأمر لا يجيبون عن السؤال المطروح : من خلق الكون ؟
    ولكنهم يكشفون لنا عن الكيفية التي يعمل الكون بها ، هم يكشفون لنا كيف تعمل القوانين في الأشياء ، ونحن نريد إجابة عن موجد الكون وموجد القوانين التي تحكمه .
    يقول وحيد الدين خان : " كان الإنسان القديم يعرف أنّ السماء تمطر ، لكننا اليوم نعرف كلّ شيء عن عملية تبخر الماء في البحر ، حتى نزول قطرات الماء على الأرض ، وكلّ هذه المشاهدات صور للوقائع ، وليست في ذاتها تفسيراً لها ، فالعلم لا يكشف لنا كيف صارت هذه الوقائع قوانين ؟ وكيف قامت بين الأرض والسماء على هذه الصورة المفيدة المدهشة ، حتى إنّ العلماء يستنبطون منها قوانين علمية .
    إنّ ادعاء الإنسان بعد كشفه لنظام الطبيعة أنّه قد كشف تفسير الكون ليس سوى خدعة لنفسه ، فإنّه قد وضع بهذا الادعاء حلقة من وسط السلسلة مكان الحلقة الأخيرة .
    إن الطبيعة لا تفسّر شيئاً ( من الكون ) وإنّما هي نفسها بحاجة إلى تفسير .
    واقرأ هذه المحاورة التي يمكن أن تجرى بين رجل نابه ، وأحد الأطباء الأفذاذ في علمهم :
    السائل : ما السبب في احمرار الدم ؟
    الطبيب : لأنّ في الدّمِ خلايا حمراء ، حجم كل خلية منها : 1/700 من البوصة .
    السائل : حسناً ، ولكن لماذا تكون هذه الخلايا حمراء ؟
    الطبيب : في هذه الخلايا مادة تسمى ( الهميوجلوبين ) ، وهي مادة تحدث لها الحمرة حين تختلط بالأكسجين في القلب .
    السائل : هذا جميل ، ولكن من أين تأتي هذه الخلايا التي تحمل ( الهميوجلوبين ) ؟
    الطبيب : إنها تصنع في كبدك .
    السائل : عجيب ! ولكن كيف ترتبط هذه الأشياء الكثيرة من الدّم والخلايا والكبد وغيرها ، بعضها ببعض ارتباطاً كلياً وتسير نحو أداء واجبها المطلوب بهذه الدّقة الفائقة ؟
    الطبيب : هذا ما نسميه بقانون الطبيعة .
    السائل : ولكن ما المراد بقانون الطبيعة هذا يا سيادة الطبيب ؟
    الطبيب : المراد بهذا القانون هو الحركات الداخليـة العمياء للقوى الطبيعية والكيماوية .
    السائل : ولكن لماذا تهدف هذه القوى دائماً إلى نتيجة معلومة ؟ وكيف تنظم نشاطها حتى تطير الطيور في الهواء ، ويعيش السمك في الماء ، ويوجد إنسان في الدّنيا ، بجميع ما لديه من الإمكانات والكفاءات العجيبة المثيرة ؟
    الطبيب : لا تسألني عن هذا ، فإنّ علمي لا يتكلم إلا عما يحدث ، وليس له أن يجيب : لماذا يحدث ؟
    يتضح من هذه الأسئلة مدى صلاحية العلم الحديث لشرح العلل والأسباب وراء هذا الكون : إن مثل الكون كمثل آلة تدور تحت غطائها ، لا نعلم عنها إلا أنّها تدور (( ولكن لو فتحنا غطاءها فسوف نشاهد كيف ترتبد هذه الآلة بدوائر وتروس كثيرة ، يدور بعضها ببعض ، ونشاهد حركاتها كلّها . هل معنى هذا أنّنا قد علمنا خالق هذه الآلة بمجرد مشاهدتنا لما يدور بداخلها ؟ كيف يفهم منطقياً أن مشاهدتنا هذه أثبتت أن الآلة جاءت من تلقاء ذاتها ، وتقوم بدورها ذاتياً ؟! " . (2)
    الطبيعة قوة :
    فإن وجد من يقول : إن الطبيعة قوة أوجدت الكون ، وإنها قوة حيّة سميعة بصيرة حكيمة قادرة ... فإنّنا نقول لهم : هذا صواب وحقّ ، وخطؤكم أنكم سمّيتم هذه القوة (الطبيعة) ، وقد دلتنا هذه القوة المبدعة الخالقة ، على الاسم الذي تستحقه وهو ( الله ) ، الله عرّفنا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، فعلينا أن نسميه بما سمّى به نفسه سبحانه وتعالى .
    كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم :
    هؤلاء الذين نسبوا الخلق إلى الطبيعة لهم سلف قالوا قريباً من قولهم ، وهم الدهرية الذين نسبوا الأحداث إلى الدهر ، فقد شاهدوا أنّ الصغير يكبر ، والكبير يهرم ، والهرِم يموت بمرور الزمان ، وتعاقب الليل والنهار ، فنسبوا الحياة والموت إلى الدهر ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علمٍ إن هم إلا يظنون ) [ الجاثية : 24

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:24 pm