منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

منتدى ابوحذيفة السلفي* منتدى اسلامي شعاره الكتاب والسنة بفهم سلف الامة *قال شيخ الإسلام ابن تيميه:لاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا


    المنهج الذي تُفهم صفات الله في ضوئه (1)

    ابوحذيفه
    ابوحذيفه
    Admin


    عدد المساهمات : 206
    تاريخ التسجيل : 10/09/2010

    المنهج الذي تُفهم صفات الله في ضوئه (1) Empty المنهج الذي تُفهم صفات الله في ضوئه (1)

    مُساهمة  ابوحذيفه الإثنين سبتمبر 13, 2010 1:35 am

    المنهج الذي تُفهم صفات الله في ضوئه (1)
    ذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – أن القرآن العظيم دلّ على أن مبحث الصفات يرتكز على ثلاثة أسس ، من جاء بها كلها فقد وافق الصواب ، وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه السلف الصالح ، ومن أخلّ بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضلّ .
    وذكر أنّ كلّ هذه الأسس الثلاثة يدلّ عليها القرآن العظيم :
    الأساس الأول : تنزيهه – جلّ وعلا – عن أن يشبه شيء من صفاته شيئاً من صفات المخلوقين . وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى : ( ليس كمثله شيءٌ ) [ الشورى : 11 ] ، ( ولم يكن لَّّهُ كفواً أحد ) [ الإخلاص : 4 ] ( فلا تضربوا لله الأمثال ) [ النحل: 74] .
    الأساس الثاني : هو الإيمان بما وصف الله به نفسه ، لأنّه لا يصف الله أعلم بالله من الله ( أَأَنتُمْ أعلمُ أمِ اللهُ ) [ البقرة : 140 ] .
    والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنّه لا أعلم بالله بعد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في حقّه : ( وما يَنطِقُ عَنِ الهوى – إن هو إلاَّ وحيٌ يُوحَى ) [ النجم : 3-4 ] .
    ضلال الذين أخذوا بأحد هذين الأصلين دون الآخر :
    وقد حمل الشيخ – رحمه الله – تعالى على من أخلّ بأحد هذين الأصلين ، وعدّ من نفى عن الله وصفاً أثبته لنفسه بأنه متنطع بين يدي رب السماوات والأرض ، وعدّ فعل هذا النافي عن الله ما أثبته لنفسه متجرئاً على الله جرأة عظيمة .
    وعدّ الشيخ هذا ضلالاً ليس بعده ضلال ، لأن هذا النافي عمد إلى ما أثبته الله لنفسه من صفات الكمال والجلال ، فتقدم هذا الجاهل المسكين بين يدي جبار السماوات والأرض قائلاً : هذا الذي وصفت به نفسك لا يليق بك ، ويلزمه من النقص كذا ، فأنا أؤوله وأنفيه ، وآتي ببدله من تلقاء نفسي ، من غير أن يستند فيما ذهب إليه إلى كتاب ولا سنة .
    ومثله في الضلال ذلك الذي أثبت الصفات لله – تبارك وتعالى – ولكنه شبه صفات الباري بصفات خلقه .
    والمفلح الناجي السائر على الصراط المستقيم هو الذي آمن بهذين الأصلين ، ولم يفرق بينهما ، آمن بما أثبته الله لنفسه من الصفات ، ونزهه في الوقت نفسه عن أن تشبه صفاته صفات خلقه ، فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل .
    دلت على هذا الأصل آية من كتاب الله :
    وقد دلّ على هذين الأصلين آية من كتاب الله ، هي قوله تعالى : ( ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير ) [ الشورى : 11 ] .
    فالحق يثبت في هذه الآية لنفسه السمع والبصر في الوقت الذي يقرر فيه أنه ليس كمثله شيء ، وفي هذا إشارة واضحة إلى أنه لا يجوز للخلق أن ينفوا عن الله سمعه وبصره بدعوى أن المخلوقات الحادثة تملك سمعاً وأبصاراً ، وأن إثبات السمع والبصر لله يؤدي إلى تشبيه الله بمخلوقاته .
    إن المعنى الذي تدل الآية عليه أن الله يتصف بالسمع والبصر ، وسمع الله وبصره لا يشبهه شيء من أسماع المخلوقات وأبصارها ، فسمع الله وبصره يليقان بجلال الله وكماله ، وأسماع المخلوقات وأبصارها تناسب حالهم ، فلا تشابه بين صفات الله وصفات المخلوقات .
    والأساس الثالث : الذي ترتكز عليه مباحث الصفات – كما يقول الشيخ الشنقيطي – قطع الأطماع عن إدراك حقيقة الكيفية ، لأنّ إدراك حقيقة الكيفية مستحيل . وهذا نص الله عليه في سورة ( طه ) حيث قال : ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً ) [ طه : 110 ] فقوله : ( يحيطون ) فعل مضارع ، والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحلّ عند النحويين عن ( مصدر ، وزمن ) .
    وقد حرّر علماء البلاغة في بحث الاستعارة التبعية أنّه ينحلّ عن ( مصدر ، وزمن ، ونسبة ) فالمصدر كامن في مفهومه إجماعاً ، ( فيحيطون ) تكمن في مفهومها ( الإحاطة ) ، فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل ، ويكون معه كالنكرة المبنية على الفتح ، فيصير المعنى : لا إحاطة للعلم البشري بربّ السماوات والأرض .
    فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها ، فالإحاطة المسندة للعلم منفية عن ربّ العالمين .
    وهذا الذي ذكره الشيخ العلامة من استحالة معرفة كيفية الله أو صفاته منطق سليم ؛ لأنّ العقل الإنساني مهما بلغ من الذكاء وقوة الإدراك قاصر غاية القصور وعاجز نهاية العجز عن معرفة حقائق الأشياء .
    إنّ الإنسان عاجز عن معرفة حقيقة الروح التي تتردد بين جنبيه ، وعاجز عن معرفة حقيقة الضوء الذي هو من أظهر الأشياء لديه ، وعاجز عن إدراك حقيقة المادة ، وحقيقة الذرات التي تتألف منها المادة ، فكيف يطمح إلى معرفة حقيقة الذات والصفات الإلهية ؟
    المنحرفون عن المنهج السليم وأسباب انحرافهم
    والانحراف عن المنهج السليم في أسماء الله تعالى وصفاته قد جاء من الإخلال بأصل من الأصول الثلاثة التي ذكرناها ، ونستطيع أن نقسم انحراف الناس قديماً وحديثاً في أسماء وصفاته إلى ثلاثة أقسم :
    أولاً : انحراف المشركين :
    وانحراف المشركين ، ذكره ابن عباس وابن جريج ، ومجاهد ، فالمشركون عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه ، فسموا بها أوثانهم ، فزادوا ونقصوا ، فاشتقوا اللات من الله ، والعزّى من العزيز ، ومناة من المنان .
    ومن إلحادهم تكذيبهم بجملة من أسماء الله تعالى ، كتكذيبهم باسم الرحمن ( وهم يكفرون بالرَّحمن ) [ الرعد : 30 ] ، ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرَّحمن قالوا وما الرَّحمن ) [ الفرقان : 60 ] .
    ويدخل في زمرة هؤلاء الذين يصفون الله بصفات النقص ، كقول خبثاء اليهود : ( إنَّ الله فقيرٌ ونحن أغنياء ) [ آل عمران : 181 ] ، وقولهم : ( يَدُ الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا ) [ المائدة : 64 ] .
    ثانياً : انحراف المشبهة :
    وهؤلاء أثبتوا لله ما أثبته لنفسه ، ولكنّهم لم ينزهوا الله تعالى عن مشابهة المخلوقين ، فأعملوا من الآية الكريمة ( ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير ) [ الشورى : 11 ] عجزها ، ولم يعملوا صدرها ، إذ لو أعملوا صدرها لعلموا أنّ الله لا يشبهه شيء ، ولما اجترؤوا على أن يقولوا قولتهم التي تقشعرّ لهولها الأبدان ، وتضطرب لها القلوب : إنّ لله يداً وبصراً وسمعاً كيدنا وسمعنا وبصرنا ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
    وهؤلاء جعلوا معبودهم كالأصنام ، ولذا قال علماء السلف : ( المشبه يعبد وثناً ) ، وقد كفروا بمقالتهم هذه وخرجوا عن الملّة ، ومن هؤلاء داود الجواربي ، وهشام بن الحكم الرافضي ، وهذا الفريقان إلحادهما متقابل : فالأولون من المشركين جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق وسووه به ، والمشبهة جعلوا الخالق بمنزلة الأجسام المخلوقة ، وشبهوه بها ، تعالى الله وتقدس عن إفكهم وضلالهم .
    ثالثاً : انحراف النفاة وهم ثلاث فرق :
    1- فريق نفوا الأسماء وما تدلّ عليه من المعاني ، ووصفوا الله تعالى بالعدم المحض ، وهؤلاء هم الجهمية ، والحقيقة أنّ تحريف هؤلاء تكذيب لله كتحريف المشركين .
    2- وفريق أثبتوا ألفاظ أسمائه دون ما تضمنته من صفات الكمال ، فقالوا : رحمن رحيم بلا رحمة ، حكيم بلا حكمة ، قدير بلا قدرة ، سميع بلا سمع .. إلخ ، وهؤلاء هم المعتزلة .
    3- وفريق ثالث : أثبت سبعاً من صفات المعاني ، وهي : الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، ونفوا ، ما عداها ، وهؤلاء هم الأشاعرة . (2)
    والمكذبون بأسماء الله وصفاته ، والمشبهون صفاته بصفات خلقه ، والنافون لأسمائه وصفاته – ضلالهم واضح ، إذ هم مشاقون لله ورسوله ، مكذبون للكتاب والسنة ، وأمرهم معلوم لا يحتاج إلى بيان .
    أمّا الذين يحتاج إلى كشف ما في مقالتهم من زيف ، فهم أهل الكلام الذي يزعمون أنّهم ينزهون الله تعالى عن مشابهة المخلوقين ، وبهذا ينفون صفات الله تعالى التي وردت في الكتاب والسنة ، بحجة أنّها توهم التشبيه ، وليجؤون في سبيل ذلك إلى تأويل هذه الصفات تأويلاً يصرفها عن معانيها الحقة

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:44 pm