منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ابو حذيفة السلفي البرلس

منتدى ابوحذيفة السلفي* منتدى اسلامي شعاره الكتاب والسنة بفهم سلف الامة *قال شيخ الإسلام ابن تيميه:لاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا


    نظرة في تاريخ العقيدة

    ابوحذيفه
    ابوحذيفه
    Admin


    عدد المساهمات : 206
    تاريخ التسجيل : 10/09/2010

    نظرة في تاريخ العقيدة Empty نظرة في تاريخ العقيدة

    مُساهمة  ابوحذيفه الإثنين سبتمبر 13, 2010 1:20 am

    نظرة في تاريخ العقيدة
    هل تطورت العقيدة عبر الزمان
    يرى كثير من الباحثين الغربيين أن الإنسان لم يعرف العقيدة على ما يعرفها عليه اليوم مرة واحدة ، ولكنها ترقت ، وتطورت في فترات وقرون متعاقبة .
    ولا عجب أن يقول بهذا القول الباطل قوم لم يمنحهم الله كتابه الذي يحكي تاريخ العقيدة بوضوح لا لبس فيه ، إلا أن العجيب أن يذهب هذا المذهب رجال يعدون أنفسهم باحثين مسلمين .
    فهذا عباس محمود العقاد يرى في كتابه (الله) (1) - وهو كتاب يبحث في نشأة العقيدة الإلهية – أن " الإنسان ترقى في العقائد " ، ويرى أن ترقي الإنسان في العقائد موافق تماماً لترقيه في العلوم .
    ويقول : " كانت عقائد الإنسان الأولى مساوية لحياته الأولى ، وكذلك كانت علومه وصناعاته ، فليس أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوائل الأديان والعبادات ، وليس عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفر من عناصر الحقيقة في الأخرى " .
    بل يرى أن تطور العقيدة لدى الإنسان كان أشق من تطور العلوم والصناعات ، يقول في هذا : " وينبغي أن تكون محاولات الإنسان في سبيل الدّين أشق وأطول من محاولاته في سبيل العلوم والصناعات ؛ لأن حقيقة الكون الكبرى أشق مطلباً وأطول طريقاً من حقيقة هذه الأشياء المتفرقة التي يعالجها العلم تارة والصناعة تارة أخرى " .
    ويرى أن الحقيقة الإلهية لم تتجل للناس مرة واحدة ، يقول : " فالرجوع إلى أصول الأديان في عصور الجاهلية الأولى لا يدلّ على بطلان التدين ، ولا على أنها تبحث عن محال ، كل ما يدلّ عليه أنّ الحقيقة الكبرى أكبر من أن تتجلى للناس كاملة في عصر واحد " .
    ثم أخذ يستعرض آراء الباحثين في تاريخ العقيدة ، فمنهم من يرى أنّ السبب في نشأة العقيدة هو ضعف الإنسان بين مظاهر الكون وأعدائه من قوى الطبيعة والأحياء ، ... وبعضهم يرى أن العقيدة الدينية حالة مرضية في الآحاد والجماعات ، ويرى بعضهم أن أصل العقيدة الدينية عبادة (( الطوطم )) ، كأن تتخذ بعض القبائل حيواناً (طوطمياً) تزعمه أباً لها . وقد يكون شجراً أو حجراً يقدسونه ، إلى آخر تلك الفروض التي قامت في أذهان الباحثين الغربيين .
    ومع الأسف فقد سرت هذه النظرية (2) إلى كثير من الكتّاب ، واعتنقها جملة من الدارسين (3) ، والذي أوقع هؤلاء في هذا الخطأ أمور :
    الأول : أنهم قدّروا أن الإنسان الأول خُلق خلقاً ناقصاً ، غير مؤهل لأن يتلقى الحقائق العظمى كاملة ، بل إن تصوراتهم عن الإنسان الأول تجعله أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان .
    الثاني : أنهم ظنوا أن الإنسان اهتدى إلى العقيدة بنفسه بدون معلم يعلمه ، ومرشد يوضح له . فما دام الأمر كذلك فلا بد أن يترقى في معرفته بالله كما ترقى في العلوم والصناعات .
    الثالث : أنهم عندما بحثوا في الأديان ليتبينوا تاريخها لم يجدوا أمامهم إلا تلك الأديان المحرفة أو الضالة ، فجعلوها ميدان بحثهم ، فأخضعوها للدراسة والتمحيص ، وأنى لهم أن يعرفوا الحقيقة من تلك الأديان التي تمثل انحراف الإنسان في فهم العقيدة .
    القرآن وحده يوضح تاريخ العقيدة :
    ليس هناك كتاب في الأرض يوضح تاريخ العقيدة بصدق إلا كتاب الله سبحانه وتعالى ، ففيه علم غزير في هذا الموضوع ، وعلم البشر لا يمكن أن يدرك هذا الجانب إدراكاً وافياً لأسباب :
    الأول : أن ما نعرفه عن التاريخ قبل خمسة آلاف عام قليل ، أما ما نعرفه قبل عشرة آلاف عام فيعتبر أقل من القليل ، وما قبل ذلك فيعتبر مجاهيل لا يدري علم التاريخ من شأنها شيئاً ، لذا فإن كثيراً من الحقيقة ضاع بضياع التاريخ الإنساني .
    الثاني : أن الحقائق التي ورثها الإنسان اختلطت بباطل كثير ، بل ضاعت في أمواج متلاطمة في محيطات واسعة من الزيف والدجل والتحريف ، ومما يدل على ذلك أن كتابة تاريخ حقيقي لشخصية أو جماعة ما في العصر الحديث تعتبر من أشقّ الأمور ، فكيف بتاريخ يمتدّ إلى فجر البشرية ؟ !
    الثالث : أن قسماً من التاريخ المتلبس بالعقيدة لم يقع في الأرض ، بل في السماء .
    لذا فإن الذي يستطيع أن يمدنا بتاريخ حقيقي لا لبس فيه هو الله – سبحانه وتعالى – ( إنَّ الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء ) [ آل عمران : 5 ]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 12:01 am