بسم الله الرحمن الرحيم
استمع وحمل الآن الوصية بصوت فضيلة الشيخ..
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛
إخوتي في الله
بدايةً؛ أنا أحبكم في الله
قد تعودنا أن نأتي كل فترة بنصيحة, والنصيحة هذه المرة لها أهمية خاصة, إذ هي بين يدي رمضان, والقلوب كما ترون..
(اللهم أصلح قلوبنا, اللهم اهدِ قلوبنا, اللهم نوّر قلوبنا).
الوصية الأولى: انشغل ...انشغل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" رواه البخاري والترمذي مرفوعا عن ابن عباس رضي الله عنهما .
وَوبَّخ الله تعالى أهل النار فقال : }أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر:37]
فانشغل... و لا تدع وقتًا فارغًا أبدًا.
انشغل.. وضع لنفسك مشاغل أكثر من الأربع والعشرين ساعة.
انشغل بالحق .. علمًا وتعليمًا وعملاً .
وإيــــــــاك والبطالة والكسل, وإيــــــــاك والكسالى و"البطالين"
انشغل ...
أولاً انشغل بنفسك, أصلح عيوبك, وغض بصرك عن أخطاء الآخرين,و لا شك أن الأربعين يوما القادمة لكل إنسان منّا فيها ما يشغله, كل منّا يحتاج أن يصلح عيوبه, ويتوب من ذنوبه, ويزداد في قرباته, ويتقرب إلى ربه جل جلاله , فلا مجال للعب..
انشغل بنفسك, لا تنظر إلى أحد, ولا ترَ عيوب أحد, وأحسن الظن بالناس, وأسئ الظن بنفسك.
فطوبى لرجلٍ عرف عيوبه ولم يتنصل منها, وإنما أثبتها على نفسه, فوبخها وذمّها وكسرها، وألزمها فطامها، وأقبل بها على ربها.
وبئس الرجل يدافع عن نفسه, ويلتمس المبررات, ويضع المعاذير, و يستمرئ الغلط, ويأبى الرجوع إلى الحق والاعتراف به.
الوصية الأولى إذن : وصية بالانشغال.
الوصية الثانية: اســتـبـدل
إننا بحاجة كل فترة لننظر إلى مواقع الأقدام, فإن الصراط مدحضةٌ مَزَلّة. فهل أنت على الصراط أم حدت؟؟
إخوتي
إن الهوى يعمي البصيرة، و في محيطك من دلائل ذلك ما يغني عن البسط و التفصيل، و مما يُستأنس به في هذا الباب حديث -على ضعفه-:"حُبّـك الشيء يعمي ويصم" رواه الإمام أحمد وقال الألباني : حديث ضعيف .
فتحتاج إلى استبدال ..
أن تستبدل الهموم الصغيرة .. بهموم كبيرة.
أن تستبدل الأعمال المفضولة.. بأعمال فاضلة .
أن تستبدل بعض الصحبة والرفقة .
لابد من عملية تصفية كل فترة, تنظر فيمن حولك, و تسأل نفسك:
من الذي ينفعك في دينك ؟؟ من الذي يقربك إلى الله ؟؟ من الذي يعينك؟؟
ابحث عن هؤلاء و عُضّ عليهم بالنواجذ
و بالمقابل اسأل نفسك:
من الذي يعيقك و يؤخرك؟؟ من الذي يشغلك عن الله؟؟ من الذي يحمّلك هموما ليس لها داعٍ؟؟...
و أولئك يجب عليك تغييرهم و البحث عن سواهم .
أُخَـيّ
لا ينفع أن تظل تعاني، لهذا ذكرنا في "أصول الوصول إلى الله تعالى" أنّ الصبر على الأخطاء والمعاناة دون معالجة تلك الأخطاء نوع من تدمير المستقبل؛ مستقبلك الإيماني, مستقبلك الأخروي, فلماذا تحتمل فلان وفلانة ؟؟ ..غير واستبدل.
استبدل الأعمال الرديئة.. بأعمال حسنة.
استبدل الأعمال الصغيرة.. بأعمال كبيرة.
استبدل الأوقات الميتة.. بأوقات حية.
الوصية الثانية إذن:وصية بالاستبدال .
الوصية الثالثة : جدّد وابتكر
إن أعمال الإيمان إذا لم يحدث فيها التجديد والابتكار على السُّـنة, ستصير في يوم من الأيام عادات مملة.
لا بد من التجديد, فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمك ذلك في قيام الليل , فقد كان يقوم أحيانا أول الليل, وأحيانا وسطه , وأحيانا آخره , وأحيانا الثلث ثم السدس, وأحيانا السدس ثم الثلث. هذا في الوقت .
أما نفس الصلاة فكان يوتر أحيانًا بثلاث, وأحيانًا بخمس, وأحيانًا بتسع. هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.
في الصيام : يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، يواصل ويترك.
في الذكر: لم يكن يحرص على ذكر واحد، وإنما ينشغل في كل محل بذكره.
جدد وابتكر في اهتماماتك, جدد وابتكر في مشاغلك, جدد وابتكر في حياتك,
جدد .. لا تكن مملا سؤوما
ولكن ... كن مجددا
الوصية الثالثة إذن:وصية بالتجديد و الابتكار .
ثم الوصية الأخيرة هي: " ثبات الحال مع الله "
إذا قلنا انشغل : فانشغل بالله ولا تنشغل بغيره.
إذا قلنا غيّر وبدل : غير كل شيء إلا علاقتك بالله .
إذا قلنا جدد وابتكر: كل هذا بعيدًا عن.. الله.
نصيحة مودع
كل ما تراه من ظاهر أعمالك وأعمال الناس باطل حابط . ليس في الأصل حق صحيح إلا علاقة السر مع الله .
و إليك بعض مفاتيح علاقة السر تلك:
ركيعات تقومهن حيث لا يراك إلا الله .
جنيهات لا يعلمها إلا الله.
كلمات تذكر بها ربك.
قطرات دمع لا يعلمها إلا الله.
خطوات في سبيل الله لا يعرفها إلا الله .
هذا ما ينفعك , هذا هو الخالص , وهذا هو النافع.
لذلك ... وصية مودع ..ألزم نفسك حال سرٍ مع الله لا تبح به لأحد ؛ فللمحبين مع أحبابهم أسرار.
إخوتي ..
كثر الكلام، ومجّت الآذان أكثر الكلام, ولذلك تعودت في الفترة الأخيرة أن أقول لكثير من الناس, أنت لا تحتاج أن أقول لك افعل أو لا تفعل . أنت تعلم، لكن اعمل بالذي تعرفه.
أسأل الله جل جلاله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل .
اللهم بلغنا رمضان
اللهم سلمنا لرمضان وتسلم رمضان منا متقبلاً
اللهم أعنا على شكرك و ذكرك وحسن عبادتك
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والجهر
اللهم ارزقنا حبك, وحب كتابك, وحب نبيك, وحب كل عمل صالح تحبه, وحب كل عبدٍ صالح يحبك
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار
اللهم خذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك
دُلـنا بك عليك
اللهم أكرمنا ولا تهنا , آثرنا ولا تؤثر علينا, أعطنا ولا تحرمنا, زدنا ولا تنقصنا
اللهم اجعلنا لك شكّارين, لك ذكّارين, لك منيبين مخبتين, لك محبين مخلصين, لك أوابين أواهين
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة, والجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب, ورفع الدرجات مع النبي محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى
اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم بكرةً وعشيًا
وصلى الله وسلم على النبي محمد وآله و صحبه
والحمد لله رب العالمين
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
استمع وحمل الآن الوصية بصوت فضيلة الشيخ..
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛
إخوتي في الله
بدايةً؛ أنا أحبكم في الله
قد تعودنا أن نأتي كل فترة بنصيحة, والنصيحة هذه المرة لها أهمية خاصة, إذ هي بين يدي رمضان, والقلوب كما ترون..
(اللهم أصلح قلوبنا, اللهم اهدِ قلوبنا, اللهم نوّر قلوبنا).
الوصية الأولى: انشغل ...انشغل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" رواه البخاري والترمذي مرفوعا عن ابن عباس رضي الله عنهما .
وَوبَّخ الله تعالى أهل النار فقال : }أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر:37]
فانشغل... و لا تدع وقتًا فارغًا أبدًا.
انشغل.. وضع لنفسك مشاغل أكثر من الأربع والعشرين ساعة.
انشغل بالحق .. علمًا وتعليمًا وعملاً .
وإيــــــــاك والبطالة والكسل, وإيــــــــاك والكسالى و"البطالين"
انشغل ...
أولاً انشغل بنفسك, أصلح عيوبك, وغض بصرك عن أخطاء الآخرين,و لا شك أن الأربعين يوما القادمة لكل إنسان منّا فيها ما يشغله, كل منّا يحتاج أن يصلح عيوبه, ويتوب من ذنوبه, ويزداد في قرباته, ويتقرب إلى ربه جل جلاله , فلا مجال للعب..
انشغل بنفسك, لا تنظر إلى أحد, ولا ترَ عيوب أحد, وأحسن الظن بالناس, وأسئ الظن بنفسك.
فطوبى لرجلٍ عرف عيوبه ولم يتنصل منها, وإنما أثبتها على نفسه, فوبخها وذمّها وكسرها، وألزمها فطامها، وأقبل بها على ربها.
وبئس الرجل يدافع عن نفسه, ويلتمس المبررات, ويضع المعاذير, و يستمرئ الغلط, ويأبى الرجوع إلى الحق والاعتراف به.
الوصية الأولى إذن : وصية بالانشغال.
الوصية الثانية: اســتـبـدل
إننا بحاجة كل فترة لننظر إلى مواقع الأقدام, فإن الصراط مدحضةٌ مَزَلّة. فهل أنت على الصراط أم حدت؟؟
إخوتي
إن الهوى يعمي البصيرة، و في محيطك من دلائل ذلك ما يغني عن البسط و التفصيل، و مما يُستأنس به في هذا الباب حديث -على ضعفه-:"حُبّـك الشيء يعمي ويصم" رواه الإمام أحمد وقال الألباني : حديث ضعيف .
فتحتاج إلى استبدال ..
أن تستبدل الهموم الصغيرة .. بهموم كبيرة.
أن تستبدل الأعمال المفضولة.. بأعمال فاضلة .
أن تستبدل بعض الصحبة والرفقة .
لابد من عملية تصفية كل فترة, تنظر فيمن حولك, و تسأل نفسك:
من الذي ينفعك في دينك ؟؟ من الذي يقربك إلى الله ؟؟ من الذي يعينك؟؟
ابحث عن هؤلاء و عُضّ عليهم بالنواجذ
و بالمقابل اسأل نفسك:
من الذي يعيقك و يؤخرك؟؟ من الذي يشغلك عن الله؟؟ من الذي يحمّلك هموما ليس لها داعٍ؟؟...
و أولئك يجب عليك تغييرهم و البحث عن سواهم .
أُخَـيّ
لا ينفع أن تظل تعاني، لهذا ذكرنا في "أصول الوصول إلى الله تعالى" أنّ الصبر على الأخطاء والمعاناة دون معالجة تلك الأخطاء نوع من تدمير المستقبل؛ مستقبلك الإيماني, مستقبلك الأخروي, فلماذا تحتمل فلان وفلانة ؟؟ ..غير واستبدل.
استبدل الأعمال الرديئة.. بأعمال حسنة.
استبدل الأعمال الصغيرة.. بأعمال كبيرة.
استبدل الأوقات الميتة.. بأوقات حية.
الوصية الثانية إذن:وصية بالاستبدال .
الوصية الثالثة : جدّد وابتكر
إن أعمال الإيمان إذا لم يحدث فيها التجديد والابتكار على السُّـنة, ستصير في يوم من الأيام عادات مملة.
لا بد من التجديد, فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمك ذلك في قيام الليل , فقد كان يقوم أحيانا أول الليل, وأحيانا وسطه , وأحيانا آخره , وأحيانا الثلث ثم السدس, وأحيانا السدس ثم الثلث. هذا في الوقت .
أما نفس الصلاة فكان يوتر أحيانًا بثلاث, وأحيانًا بخمس, وأحيانًا بتسع. هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.
في الصيام : يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، يواصل ويترك.
في الذكر: لم يكن يحرص على ذكر واحد، وإنما ينشغل في كل محل بذكره.
جدد وابتكر في اهتماماتك, جدد وابتكر في مشاغلك, جدد وابتكر في حياتك,
جدد .. لا تكن مملا سؤوما
ولكن ... كن مجددا
الوصية الثالثة إذن:وصية بالتجديد و الابتكار .
ثم الوصية الأخيرة هي: " ثبات الحال مع الله "
إذا قلنا انشغل : فانشغل بالله ولا تنشغل بغيره.
إذا قلنا غيّر وبدل : غير كل شيء إلا علاقتك بالله .
إذا قلنا جدد وابتكر: كل هذا بعيدًا عن.. الله.
نصيحة مودع
كل ما تراه من ظاهر أعمالك وأعمال الناس باطل حابط . ليس في الأصل حق صحيح إلا علاقة السر مع الله .
و إليك بعض مفاتيح علاقة السر تلك:
ركيعات تقومهن حيث لا يراك إلا الله .
جنيهات لا يعلمها إلا الله.
كلمات تذكر بها ربك.
قطرات دمع لا يعلمها إلا الله.
خطوات في سبيل الله لا يعرفها إلا الله .
هذا ما ينفعك , هذا هو الخالص , وهذا هو النافع.
لذلك ... وصية مودع ..ألزم نفسك حال سرٍ مع الله لا تبح به لأحد ؛ فللمحبين مع أحبابهم أسرار.
إخوتي ..
كثر الكلام، ومجّت الآذان أكثر الكلام, ولذلك تعودت في الفترة الأخيرة أن أقول لكثير من الناس, أنت لا تحتاج أن أقول لك افعل أو لا تفعل . أنت تعلم، لكن اعمل بالذي تعرفه.
أسأل الله جل جلاله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل .
اللهم بلغنا رمضان
اللهم سلمنا لرمضان وتسلم رمضان منا متقبلاً
اللهم أعنا على شكرك و ذكرك وحسن عبادتك
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والجهر
اللهم ارزقنا حبك, وحب كتابك, وحب نبيك, وحب كل عمل صالح تحبه, وحب كل عبدٍ صالح يحبك
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار
اللهم خذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك
دُلـنا بك عليك
اللهم أكرمنا ولا تهنا , آثرنا ولا تؤثر علينا, أعطنا ولا تحرمنا, زدنا ولا تنقصنا
اللهم اجعلنا لك شكّارين, لك ذكّارين, لك منيبين مخبتين, لك محبين مخلصين, لك أوابين أواهين
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة, والجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب, ورفع الدرجات مع النبي محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى
اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم بكرةً وعشيًا
وصلى الله وسلم على النبي محمد وآله و صحبه
والحمد لله رب العالمين
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.